موعد نوة المكنسة على السواحل المصرية.. تحذيرات من أمطار غزيرة واضطرابات جوية
تستعد المحافظات الساحلية المصرية لاستقبال نوة المكنسة، إحدى أولى نوات الشتاء التي تشتهر بتأثيراتها القوية من أمطار غزيرة ورياح شديدة تهب من الشمال الغربي. تُعتبر نوة المكنسة بداية موسم من النوات الشتوية التي تؤثر بشكل كبير على المدن الساحلية كالإسكندرية، ومطروح، وكفر الشيخ، ودمياط، حيث تتسبب في اضطرابات جوية وبحرية، مما يؤثر على حياة المواطنين وعلى حركة الصيد والملاحة.
وتأتي هذه النوة بعد انتهاء “نوة غسيل البلح”، وتُعد من أبرز النوات الشتوية التي اعتاد المصريون على استقبالها بتحذيرات وإجراءات احترازية، لما لها من تأثيرات ملحوظة على استقرار الطقس والسواحل. ولذلك، أطلقت هيئة الأرصاد الجوية تحذيرات للسكان بتوخي الحيطة والاستعداد لموجة الطقس القاسية المتوقعة خلال هذه الفترة.
موعد نوة المكنسة وتأثيراتها على السواحل المصرية
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن نوة المكنسة من المتوقع أن تبدأ في منتصف شهر نوفمبر الجاري، وتستمر لأربعة أيام، حيث ستكون ذروة تأثيراتها على السواحل الشمالية لمصر. وتشمل تأثيرات النوة تساقط الأمطار بغزارة على عدة مناطق، خاصة في الإسكندرية ومطروح، إلى جانب رياح شمالية غربية قوية قد تؤدي إلى اضطرابات بحرية كبيرة، مع انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
ويحذر خبراء الأرصاد من احتمال فيضانات في بعض المناطق المنخفضة وتضرر البنية التحتية، لذا يُنصح السكان بالاستعداد الجيد لمواجهة هذه الظاهرة الطبيعية، خاصةً وأن النوة تشتهر بأمواجها العالية التي تؤدي إلى اضطراب حركة الملاحة والصيد، مما ينعكس سلباً على السكان والمناطق الساحلية.
لماذا سميت نوة المكنسة بهذا الإسم؟
يرجع سبب تسمية “نوة المكنسة” بهذا الاسم إلى التأثيرات القوية التي تخلفها على البحر، حيث يرى الصيادون أنها “تكنس” البحر بسبب الرياح العاتية والأمواج العنيفة التي تسببها، مما يؤدي إلى تقلبات جوية شديدة تجعل البحر يبدو وكأنه يُنظف من المخلفات والتغيرات الطفيفة التي تحدث طوال العام. ونتيجة لهذه الرياح، يزداد اضطراب الأمواج وتشتد التيارات البحرية، الأمر الذي يجعل البحر غير آمن للصيد أو التنقل البحري في تلك الفترة.
عادةً ما تستمر نوة المكنسة أربعة أيام، إلا أن تأثيراتها تكون متفاوتة في قوتها وحدتها من عام لآخر، حيث يمكن أن تتسبب في أضرار متفاوتة، خاصةً في المناطق المنخفضة أو القريبة من الشواطئ.
الإجراءات الاحترازية للمحافظات الساحلية
أعلنت محافظات السواحل المصرية حالة الطوارئ استعداداً لاستقبال “نوة المكنسة”، حيث اتخذت إجراءات احترازية تهدف لتقليل تأثير النوة على حياة المواطنين وحمايتهم من المخاطر المحتملة. ومن بين هذه الإجراءات، تم رفع حالة التأهب في المستشفيات والهيئات الخدمية، وتجهيز فرق الطوارئ للتعامل مع أي حالات طارئة أو أضرار محتملة.
كما طُلب من رؤساء الأحياء تكثيف جولات المتابعة وتنظيف شبكات الصرف لضمان عدم تراكم مياه الأمطار، والتي قد تؤدي إلى فيضانات محلية في بعض المناطق. ويتم العمل على تهيئة الطرق الرئيسية لضمان سلامة المركبات وتجنب حوادث المرور نتيجة الانزلاق أو ضعف الرؤية.
نصائح للمواطنين للتعامل مع تأثيرات نوة المكنسة
في ضوء التحذيرات التي أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية، وحرصاً على سلامة المواطنين، وجهت السلطات نصائح للمواطنين للتعامل مع تأثيرات النوة بالشكل الأمثل، ومن أبرز هذه النصائح:
- تجنب الخروج إلا للضرورة: يُفضل تجنب التنقل غير الضروري خلال فترة النوة، خاصةً في الأيام التي تشهد ذروة الأمطار والرياح، لتقليل فرص التعرض لمخاطر الحوادث.
- تجنب القيادة بسرعة عالية: يُنصح بتقليل السرعة أثناء القيادة، خاصةً على الطرق السريعة، حيث تؤدي الأمطار إلى انزلاق المركبات وضعف الرؤية، مما قد يزيد من احتمالات الحوادث.
- تجنب المناطق الخطرة: يُفضل الابتعاد عن المناطق المنخفضة أو القريبة من الشواطئ، حيث تكون عرضة للفيضانات، وكذلك الابتعاد عن الأشجار وأعمدة الإنارة في الشوارع.
- متابعة نشرات الطقس بانتظام: من المهم متابعة الأخبار والتقارير الجوية التي تقدمها هيئة الأرصاد، لمعرفة أي تطورات في حالة الطقس خلال فترة النوة.
- تأمين النوافذ والأبواب: يُنصح بتأمين المنازل بإغلاق النوافذ والأبواب بشكل محكم، لضمان عدم تسرب الأمطار أو دخول الرياح الشديدة إلى المنازل.
تأثير نوة المكنسة على حركة الصيد والملاحة
تؤثر نوة المكنسة بشكل كبير على حركة الصيد والملاحة، حيث تُعتبر فترة غير ملائمة لعمليات الصيد بسبب ارتفاع الأمواج واضطراب التيارات البحرية. وقد أصدرت الجهات المختصة تعليمات للصيادين بضرورة الامتناع عن الخروج للبحر خلال فترة النوة، حفاظاً على سلامتهم. وكذلك تتأثر الموانئ البحرية، حيث تُتخذ تدابير لضمان عدم تأثر السفن الراسية بتقلبات البحر.
أهمية نوات الشتاء في البيئة البحرية
رغم الأضرار التي قد تسببها نوات الشتاء، فإن لها تأثيرات إيجابية على النظام البيئي البحري، حيث تعمل الأمواج العالية والتيارات القوية على تجديد المياه البحرية، وإعادة توزيع المواد العضوية والرواسب في قاع البحر، مما يسهم في تنقية البيئة البحرية وتحسين جودة المياه. ويؤدي ذلك إلى تحسين الظروف البيئية للكائنات البحرية وازدهارها، مما ينعكس بشكل إيجابي على الحياة البحرية بشكل عام.
ختامًا: إن نوة المكنسة تُعد من الظواهر الطبيعية المتكررة في موسم الشتاء، والتي يتطلب التعامل معها وعياً كاملاً وإدراكاً لأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب المخاطر المحتملة. ويظل توخي الحذر والاستعداد الجيد من أهم العوامل التي تساهم في تقليل الآثار السلبية للنوة، وحماية الأرواح والممتلكات. ومن الضروري أن يستمر التنسيق بين الجهات الحكومية والمواطنين لاتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة عن الجهات المعنية، لضمان تجاوز فترة النوة بأقل الخسائر الممكنة.